الأربعاء، ديسمبر 31، 2008

صواريخ المقاومة



تزامنًا مع القصف الصهيوني المتواصل على غزة أطلقت المقاومة الفلسطينية عشرات الصواريخ باتجاه مغتصبتي ناحول عوز وأشدود؛ مما أسفر عن مقتل 4 صهاينة وإصابة 12 آخرين، وهو ما أصاب الكيان بالصدمة مع استمرار صواريخ المقاومة بالسقوط على المدن والبلدات الصهيونية، واتساع مدى هذه الصواريخ ليطال مدنًا إستراتيجية بعد 3 أيام من العدوان الضاري؛ تم فيها تدمير معظم مواقع الأمن والمقاومة في القطاع.

وما يفاقم الموقف بالنسبة للصهاينة التوسع في إدخال سلاح "غراد"، والذي يحدِّد الهدف بدقة نسبية، ويعني ذلك بحسابات الميدان أن مليون صهيوني دخلوا تحت نيران هذه الصواريخ من مدينة "أوفيكم" جنوبًا، وحتى أشدود شمالاً التي تحتضن ميناءً إستراتيجيًّا مهمًّا على الساحل الفلسطيني المحتل سنة 1948م، أما "عسقلان" و"سديروت" فهما غارقتان في الذعر والهلع؛ حسب التقارير العبرية.

40 كيلو مترًا في العمق الصهيوني هي المسافة التي وصلها صاروخ "غراد" (روسي الصنع)؛ تلك هي المسافة من حدود قطاع غزة دون أن يتم حساب المسافة من هذه الحدود إلى نقطة الإطلاق داخل قطاع غزة، والتي تزيد أحيانًا على عشرة كيلو مترات؛ أي أن قدرات الصاروخ أبعد مما يبدو حتى الآن.

يجري ذلك كله على الرغم من أن طائرات الاستطلاع الصهيونية المتطوِّرة تقوم بعملية مسح تصويري على مدار الساعة لكل مسطحات قطاع غزة، بينما تواصل الطائرات الحربية طلعاتها، محوِّلةً الشريط الحدودي الشرقي والشمالي لقطاع غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة بقوة النار، كما اتسعت عملية بقعة الزيت التي أعلنت عنها "كتائب القسام" لتصبح صواريخها تطال 40 كيلو مترًا في العمق الصهيوني.

وعلى الرغم من أن عددًا من عناصر الشرطة الفلسطينية التي استُهدفت بالغارات الكثيفة هم أعضاء في "كتائب القسام"، إلا أن هذه "الكتائب" ظلت من الناحية العملية بمنأى عن الاستهداف كقادة ومقاتلين وعناصر وخطط؛ فما جرى صهيونيَّا في أقصاه هو استهداف معسكرات تدريب خالية، وبيوت مخلاة، يعود بعضها لأسر شهداء "قساميين".

وبدا للصهاينة عدم جدوى أنظمة الإنذار المبكر وصافرات التحذير وإجراءات تحصين ما يُعرف باسم "غلاف غزة"؛ فالصواريخ تبلغ أهدافها بدرجة تتصاعد في دقتها، موقعةً إصابات وقتلى بمؤشرات متزايدة، علاوةً على أنها تفرض حالةً من الهلع العام وشلّ حياة مليون صهيوني يندفعون على مدار الساعة إلى الملاجئ.

ولا تُقاس قدرة الصواريخ الفلسطينية بمجرد الحصيلة المألوفة لما تلحقه من إصابات أو أضرار؛ فالأثر يتجاوز ذلك إلى الجانب المعنوي في الأساس، فأهداف الحرب الصهيونية يتضح بالنسبة للجمهور الصهيوني أنها لم تتحقق طالما تواصل "قصف القسام".

أبعد من ذلك فإن تأثير القصف الفلسطيني يشمل حالة الذعر التي تلحق بقاطني "بقعة الزيت المتمددة"؛ أي مدى صواريخ المقاومة، فكل صهيوني في النطاق الواسع المستهدف بات معنيًّا بالنظر إلى أعلى بين لحظة وأخرى أو تحسُّس الموقف المريب على الدوام؛ خشية ذلك الأنبوب المنفجر الذي قد يخترق السقف فجأةً، أو يصيب السيارة بلا استئذان، أو يهشِّم النافذة ويطيح بالجدار، أو ربما يسقط في الفناء المجاور.

هي بإيجاز معادلة رعب فرضتها المقاومة الفلسطينية على أرضها للمرة الأولى في الصراع، وهو ما يفسِّر كل تلك الجلبة بشأن الصواريخ التي تبدو متواضعةً للوهلة الأولى.

تواضع الصواريخ الفلسطينية أوجد مدن أشباح صهيونية، لكنَّ سطوة الصواريخ الصهيونية الثقيلة المنطلقة من شتى أنواع الطائرات بالجو أو الزوارق البحرية أو حتى الدبابات والمدافع.. لم تفلح في تحطيم الحياة اليومية في غزة، وهكذا تبدو القيمة المضافة للصاروخ الفلسطيني البسيط، وقيمة التضاؤل بالنسبة لأطنان التفجير الصهيوني المنهمرة على القطاع ليلاً ونهارًا.

في عام 1948 أنشئت إسرائيل على القسم الأكبر من مساحة فلسطين التاريخية، ونجا قطاع غزة من الاحتلال ليبقى تحت الإدارة المصرية حتى الخامس من يونيه/ حزيران من عام 1967 حين احتل الجيش الإسرائيلي الضفة والقطاع.
وقد استقبل قطاع غزة عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين إثر النكبة الكبرى، ومع التزايد الكبير لسكان القطاع ارتفع مجموعهم ليصل نحو (1.5) مليون فلسطيني عام 2008 منهم نحو 76% من اللاجئين الذين ينحدرون من بئر السبع ومدينة يافا والمجدل وعسقلان.
تعرض القطاع لاحتلالات عديدة عبر تاريخه الطويل؛ بيد أن الاحتلال الإسرائيلي ومجازره ضد أهل غزة كان مروعاً ودموياً والصورة مازالت ماثلة للعيان.

أخيرا مسيرة بغير أمن


رأيت مشهد أذهلنى طالما حلمت به وفى ظل ما يحدث فى غزة بحثت عن هذا المشهد حتى وجدته رأت صفوفا من الأولاد يصيحون لغزة وفعلوا ما احلم به فزاغ عقلى فى ذهول لما يحدث فى غزة وما يحدث فى مصر

الأحد، ديسمبر 21، 2008

عاجل البشرى


بسم الله الرحمن الرحيم

عاجل البشرى


المؤمن له البشرى في هذه الدنيا
وله البشرى عند مفارقة الدنيا
وله البشرى في الآخرة

قال جل جلاله : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ )

فأما البشرى في الدنيا فإنه إذا عمل الأعمال الصالحة الخالصة لله عز وجل ثم أُثني عليه بها فإن ذلك لا يُنقص أجره ولا يضرّه ؛ لأنه إنما عمل العمل لله عز وجل .
وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ، ويحمده الناس عليه ؟ قال : تلك عاجل بشرى المؤمن . رواه مسلم .
عاجل بشرى المؤمن لأنه لم يعمل العمل ابتداء ولا انتهاء من أجل أن يراه الناس ، لكنه لما عمل العمل أطلع الله عليه الناس فحمدوه عليه .
بخلاف من يعمل العمل ليُحمد عليه ، أو من يُحب أن يُحمد بما لم يعمل !
( لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

وقال عليه الصلاة والسلام : إذا سرّتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن . رواه الإمام أحمد .
فالمؤمن تسرّه الحسنة التي عملها ، وإن كان يهمه أن تُقبل منه .
وتُحزنه سيئته ويتمنى أنه لم يُقارفها .

ومن البشرى أن يعمل المسلم العمل لله عز وجل فيورثه ذلك ثناء الخلق ، فيفرح بهذا الثناء .
قال عليه الصلاة والسلام : أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً ، وهو يسمع ، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً ، وهو يسمع . رواه ابن ماجه وصححه الألباني .

والرؤيا الصالحة بشرى للمؤمن لقوله عليه الصلاة والسلام : إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب ، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا ، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءا من النبوة ، والرؤيا ثلاثة : فرؤيا الصالحة بشرى من الله ، ورؤيا تحزين من الشيطان ، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه . رواه مسلم .

وقد وصف الله عز وجل القرآن بأنه بشرى للمؤمنين ، فقال تبارك وتعالى : ( قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ )
وقال : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )

وأما البشرى عند مفارقة الدنيا
فقد قال سبحانه وتعالى : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي )
وعند مُفارقة هذه الدنيا تكون البشرى للمؤمنين
( فأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ )

وتتنزّل ملائكة الرحمن على المؤمنين بالرحمة والبشرى
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . قالت عائشة : إنا لنكره الموت . قال : ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه ، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه . رواه البخاري .
فالمؤمن يُحبُّ لقاء الله لأنه أحسن العمل فيُقدم على ربّ راضٍ غير غضبان .
والفاجر يكره لقاء الله لأنه أساء العمل فيُقدم على رب غضبان .

وأما البشرى في الآخرة فإن المؤمنين الذين سبقت لهم الحسنى ( لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ )

ويا بهجة نفوس المؤمنين يوم يُبشّرون بالجنات ورضا رب الأرض والسماوات
( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

هؤلاء لهم البشرى ، وأولئك لهم الحسرات ( يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )
فيا لطول حسراتهم وهم يوبّخون هذا التوبيخ ، ويُقرعون بهذا التقريع .
ويا لبؤس بضاعة النفاق الـمُـزجاة .
ولخيبة آمالهم وهم يعتذرون فلا يُعذرون
ويستجدون ولا يُجابون
ويستحسرون فيزيدون ألماً وحسرة
( فَيَوْمَئِذٍ لا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ )

فاللهم لا تجعلنا ممن فتنوا أنفسهم وتربصوا وارتابوا وغرّتهم الأماني .
واجعلنا ممن قيل فيهم : ( يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا )

الثلاثاء، ديسمبر 16، 2008

فوائدُ القدوةِ الصالحةِ في تربيةِ النشءِ


فوائدُ القدوةِ الصالحةِ في تربيةِ النشءِ:
تؤتي القدوةُ الصالحةُ فوائدَ تربويةً عظيمةً في تنشئةِ الصغارِ، نذكر منها:
• تحقيقُ الانضباطِ النفسيِّ، والتوازنِ السلوكيِّ للطفلِ.
• وجودُ المَثَلِ أو النموذجِ المُرْتَقَبِ في جانبٍ من الكمال (الخُلُقِي، والديني، والثقافي، والسياسي)؛ حيث يثيرُ في النفسِ قَدْراً كبيراً من الاستحسان والإعجاب والتقدير والمحبة.
• مستوياتُ الفهمِ للكلامِ عند الناس تتفاوتُ، لكنَّ الجميعَ يتساوى عند النظر بالعين؛ فالمعاني تصل دون شرح!
• القدوةُ - ولا سيما من الوالدين - تُعْطِي الأولادَ قَنَاعةً؛ بأنَّ ما عليه النموذجُ القدوةُ هو الأمثلُ الأفضلُ الذي ينبغي أن يُحتذَى.
الأطفالُ ينظرون إلى آبائهم وأمهاتهم نظراتٍ دقيقةً فاحصةً، ويتأثَّرون بسلوكهم دون أن يدركوا! ورُبَّ عملٍ - لا يُلْقِي له الأبُ أو الأمُّ بالاً - يكونُ عند الابنِ عظيماً! [14].

القدوة


حتى تكون القدوة صالحة ،لا بدّ من ...
صفات القدوة الصالحة: 1 ـ إقتران القول والعمل :
فالقدوة الصالحة تقول خيراً وتعمل خيراً ، فلا تجد تناقضاً بين منطقها وسلوكها ، ولذلك كان الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) والأولياء قدوات صالحة لأ نّك تجد اندغاماً وانسجاماً واضحاً بين ما يقولون وبين ما يجسّدون من تلك الأقوال ، وهذا ما دعا القرآن إلى اعتبار التناقض أمراً ممقوتاً عند الله (يا أ يُّها الذين آمنوا لِمَ تقولون ما لا تفعلون * كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ).
2 ـ حيازة مؤهلات وصفات مؤثرة :
فلكي يكون شخصٌ قدوة لغيره لا بدّ أن يمتاز عليه بسمة أو سمات عديدة يفتقدها المقتدي أو بعضها ، فيسعى للسير على منوال القدوة من أجل اكتساب مثل ما لديه من مؤهلات وصفات حميدة .
وكلّما كانت القدوة حائزة على مؤهلات أكبر ، كانت قوّة الدفع أكبر ، ولذا يُنصح الشبان والفتيات بعدم حصر قدواتهم في النماذج المحدودة وإنّما الانطلاق نحو القمم ، ولذلك قال الشاعر : ومَنْ يتهيّب صعودَ الجبال***يعش أبدَ الدّهرِ بينَ الحفر
3 ـ الثبات على المبادئ :
القدوة الصالحة ليست قدوة موسمية تؤثر لبعض الوقت أو في أماكن محدّدة ، إنّما هي ذات تأثير وجاذبية أينما حلّت وارتحلت (وجعلني مباركاً أينما كنت ) فالثبات يعطي الانطباع عن الصدق والصبر والتحدي والإيمان العميق بالمبادئ التي يحملها القدوة ، بعكس التذبذب أو التردد أو التراجع أو التساقط .
إنّ الإنسان الشاب أو الفتاة قد ينهار تحت الضغوطات لكنّه إذا تذكّر الثابتين الصامدين ، المقاومين في عناد ، خجل من نفسه واتّكأ على جراحه ، وواصل المسير .
4 ـ العمل على السجيّة وعدم التكلّف :
كلّما كانت القدوة تتصرّف بوحي من ثقتها بنفسها وإيمانها ، وعلى سجيّتها دونما تصنّع ولا تكلّف ولا تمثيل ، شدّ ذلك الأنظار إليها . فالقول الحسن لدى القدوة يطفح كما الماء من الينبوع بعفوية وتلقائية ، والفعل الحسن يصدر عنها كما يصدر الشعاع عن الشمس والعطر من الوردة ذاتها .
إنّ الوردة لو أرادت أن تتعطّر بعطر غير عطرها فلربّما فاح ذلك العطر مؤقتاً لكنّه لا يمثل أنفاس الوردة العاطرة ، وإنّما هو شيء طارئ ودخيل عليها . وكذلك القدوة ففعلها وقولها ليس طارئاً وإنّما هو من شمائلها .
والنفس الإنسانية ميّالة بطبعها إلى الإنسان الصادق مع نفسه ومع الآخرين ، والذي يتصرّف بنقاء شبيه بنقاء الماء والشعاع والعطر ، وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الناس يؤثر فيك من غير أن يتكلّم معك ، فسلوكه وحده قدوة ، وهو السبب ذاته الذي يجعل الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) يقول : «كونوا دعاةً للناس بغير ألسنتكم ، حتى يروا منكم الصدق والصلاح والورع ، فذلك داعية» .
وقد ثبت تربوياً أنّ (التربية غير المباشرة) العملية ، أكثر تأثيراً من (التربية غير المباشرة) القولية .
5 ـ آمرة مؤتمرة .. ناهية منتهية :
وهذا هو التطابق بين الإيمان وبين العمل ، فحتى تؤتي القدوة تأثيرها ، لا بدّ أن تعمل بما تأمر به ، حتى إذا رأى المؤتمرون فعلها بما تأمر صدّقوها وأخذوا بأوامرها .
كما لا بدّ أن تنتهي عمّا تنهى عنه من شر أو منكر أو سوء أو خبث أو بذاءة ، فإذا لم يلحظ المنتهون ذلك ، أو رأوا عكسه وبخلافه ، عابوها وانتقصوا من قدرها وسخروا منها ، وفي ذلك يقول الشاعر : لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله***عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ
ولو راجعت قصص القدوات الصالحة لرأيت هذا الشرط واضحاً في سلوكهم فكانوا لا يأمرون بشيء حتى يسبقوا الناس إلى العمل به ، ولا ينهون عن شيء إلاّ ويسبقون الناس أيضاً بالإمتناع عنه .
6 ـ تعترف بالخطأ وتسعى لتصحيحه :
القدوة قدوتان .
قدوة معصومة لا يتطرّق الخطأ إلى أقوالها وأفعالها ، كما هم الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) الذين يشبههم البعض بالشموس الساطعة التي كلّها نور ، ولأنّ المراد منها أن تنير عقول الناس وقلوبهم وحياتهم ، فلا يصحّ أن يكون هناك شيء من الظلمة ولو قليلا .
وهناك قدوة غير معصومة ، قد يصدر عنها الخطأ لكنّها تسارع إلى معالجته وتفاديه والاعتراف به وعدم الإصرار عليه أو تكراره مستقبلاً ، وبذلك تكون قدوة حتى في صراحتها وشفافيتها ، وفي سعيها إلى تصحيح ما تقع به من أخطاء .
إنّ المتقين ، وهم قدوات صالحة ، يقعون في الخطأ أحياناً لكنّ ميزتهم عن سواهم ، أن سواهم تأخذه العزّة بالإثم فيكابر ويحاور ويناور لئلاّ يقال عنه أ نّه أخطأ ، فيما يؤوب المتقي إلى ربّه ويثوب سريعاً إلى رشده (إنّ الذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون ).
و (طائف الشيطان) هو الخواطر الخبيثة والشريرة التي تخطر على بال الانسان ، لكنّه بما أوتي من قدرة إيمانية تصحيحية ، يعمل على طرد تلك الوساوس والتسويلات والخواطر ، ليعود إلى سابق عهده ونقائه ، كالنهر تتساقط بعض الشوائب لتلوثه لكنّه سرعان ما يعود إلى صفائه من جديد .
مواقفُ من السيرة النبوية تبيِّنُ أهميةَ القُدوة وأثرَها:
ولقد تجلَّى تأثيرُ القُدوة في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجَدوَاها الكبيرة - التي لا تتوافر لمجرد الدعوة النظرية - في كثير من المواقف التي كان لها ظروفُها الخاصَّة؛ حيث لا يُجدِي فيها مجردُ الأمر والكلام النظري، بل لا بد فيها من التطبيق العملي؛ ليتعمق أثرُها في النفوس، ومن ذلك ما يلي:
1- الزواجُ من امرأةِ الابنِ بالتَّبَنِّي:
كانت عادةُ التَّبَنِّي مُتَأَصِّلَةً بين العرب قبل الإسلام، وكانوا يعاملون الابن بالتبني معاملةَ الابن من الصُّلبِ؛ فيحرِّمون الزواجَ من امرأتِهِ، ويُعظِّمون هذا الأمر جدّاً، فلما جاء الإسلام وَحَرَّم التَّبَنِّي، وأراد اقتلاعَ آثار الجاهلية من نفوس المسلمين؛ لم يكتفِ - في ذلك - بالدعوة النظرية لتحريم التبني وهدم آثاره؛ بل دَعَمَ تلك الدعوةَ النظرية بالتطبيق العملي؛ فأُمِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالتزوج من زينبَ بنتِ جحش - رضوان الله عليها - التي كانت زوجةً لزيدِ بن حارثة، الذي تَبَنَّاه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - وكان يُدْعَى زيدَ بنَ محمد؛ قال - تعالى -: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَي لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 37].
وهكذا أجرى الله - عز وجل - إبطالَ الآثار الجاهليةِ للتبنِّي "على يد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ومولاهُ زيدِ بن حارثة، وابنةِ عمته زينب بنت جحش؛ ليكون درساً عمليّاً قويّاً، في تحقيق ما أمر الله - تعالى - به، وتنفيذه؛ مهما كانت الرَّغبةُ والهوى، ومهما كانت الآثارُ والنتائجُ.
وهذا شأن المؤمن دائماً مع اللهِ - تعالى - وأوامرِهِ؛ يسمعُ ويطيعُ، ويلبي ويستجيبُ، رَغِبَتْ نفسه في ذلك أم لم تَرْغَبْ، وافقَ المجتمع - مِن حولِه - أم لم يوافِق، رضي الناس عن فعله أم كرهوا!! فالأمر أولاً وأخيراً لله رب العالمين"[3].
2- النَّحْرُ والحَلْقُ للتحلُّلِ من عُمْرَةِ الحُدَيِبِيَةِ:
لما صدَّ المشركون الرسولَ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه عن البيت الحرام، حين أرادوا العمرة عام الحديبية، وبعد إبرام الصلح مع قريش؛ كان وقع ذلك عظيماً على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما أمرهم - عليه السلام - بنحر ما معهم من الهَدْي ليُحِلُّوا من إحرامهم؛ لم يستجب أحد من الصحابة لهذا الأمر، مع شدةِ حرصهم على طاعتِه، - صلى الله عليه وسلم -.
وهنا يتجلى الأثرُ العظيم للقُدوة؛ إذ أشارت أمُّ سَلَمَةَ - رضوان الله عليها - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن يقوم هو أولاً فينحرَ بُدْنَهُ ويحلقَ شعرَه؛ لأن صحابته سيقتدون به عند ذلك لا محالة، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فخرج، فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نَحَرَ بُدْنَهُ، ودعا حالقَه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فَنَحَروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمّاً! "[4].
ففي هذه القصة دلالة ظاهرة على التفاوت الكبير بين تأثير القول وتأثير الفعل؛ ففي حين لم يتغلب القولُ على هموم الصحابة وتألُّمِهم مما حدث؛ فلم ينصاعوا للأمر؛ نجدهم بادروا إلى التنفيذ؛ اقتداءً بالرسول - صلى الله عليه وسلم - حين تحوَّل أمرُهُ القَولي إلى تطبيقٍ عمليٍّ؛ حتى كاد يقتل بعضهم بعضاً. ولهذا يدعو الإسلام إلى دعم القول بالعمل، ومطابقة الأفعال للأقوال، قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ *كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} [الصف: 2، 3].
ويطول بنا الأمر جدّاً؛ لو حاولنا استقصاء المواقف التي كان فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوةً لأصحابه، وإنما يمكن القول - إجمالاً - بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان قدوة لأصحابه في كل شيء، وفي جميع المجالات..
ففي الغزوات يتقدمُ الصَّحابةَ، أو يوجِّههم من مركز القيادة، وكان في غزوة الخندق يربطُ الحجر على بطنه! ويحفر الخندق مع الصحابة، ويرتجز مثل ما يرتجزون؛ فكان مثالاً للمُرَبِّي القدوة، يتبعه الناس، ويعجبون بشجاعته وصبره، - صلى الله عليه وسلم -.
وكان قدوةً في حياته الزوجية، والصبرِ على أهله، وحُسن توجيهِهِنَّ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خَيْرُكُم خَيْرُكُم لأهْلِهِ، وَأَنا خَيْرُكُم لأَهْلِي))[5].
وكان قدوةً في حياته الأبوية، وفي حُسن معاملته للصِّغار، ولأصحابه، ولجيرانه، وكان يسعى في قضاء حوائجِ المسلمين، وكان أوفى الناس بالوعد، وأشدَّهم ائتماناً على الودائع، وأكثرَهم ورعاً وحذراً من أكل مال الصدقة، أو الاقتراب مما استرعاه الله من أموال المسلمين.
وكان أفضلَ داعيةٍ إلى الله - سبحانه - يصبرُ على الشدائدِ الناجمةِ عن كيد أعداء الله وأعداء الفضيلة وتواطئهم، وكان حازماً لا يفقد حزمَه في أشدِّ المواقفِ هولاً وهَلَعاً وجَزَعاً؛ لأن ملجأَهُ إلى الله - سبحانه - يستَلْهِمُ منه القوةَ والصبر، وموقفُهُ من ثقيفٍ في الطائفِ - عندما ذهب لدعوتهم - خير دليل على ذلك[6].
تأثيرُ القدوةِ الصالحةِ في الأطفال:
لا يَسْهُلُ على الطفلِ إدراكُ المعاني المجردة؛ لذا فهو لا يقتنعُ بتعاليمِ المربي وأوامره بمجرد سماعها، بل يحتاج مع ذلك إلى المثالِ الواقعيِّ المشاهَدِ، الذي يدعمُ تلك التعاليمَ في نفسِهِ، ويجعله يُقْبِلُ عَلَيها ويَتَقَبَّلُها ويعملُ بها.
وهذا أمرٌ لم يَغْفُل عنه السَّلَفُ الصَّالِحُ، بل تَنَبَّهُوا له، وأَرْشَدُوا إليه المربين، فها هو عمرُو بن عتبةَ يُرشِد مُعلِّمَ ولدِه قائلاً: "لِيَكُنْ أولَّ إصلاحُكَ لِبَنِيَّ إصلاحُك لنفسِك؛ فإن عيونَهم معقودةٌ بعينك، فالحَسَنُ عندهم ما صَنَعْتَ، والقبيحُ عندهم ما تركتَ! "[7]؛ وهذا يؤكدُ أنه لا سبيل إلى التربيةِ السليمةِ إلا بوجود قُدوةٍ صالحةٍ تغدو نموذجاً عمليّاً للامتثال للأوامر، والاستجابة لها، والانزجار عن النواهي، والامتناع عنها[8].
وقد كان شبابُ الإسلام وناشئوه في عصر النُّبوَّةِ يحرِصون على الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقليدِهِ ومحاكاتِهِ في جميع أمورِهِ؛ في وُضُوئِهِ، وصلاتِهِ، وقراءَتِهِ للقرآن، وقيامِهِ، وجلوسِهِ، وكرمِهِ، وجهادِهِ، وزهدِهِ، وصلابتِهِ في الحق، وأمانتِهِ، ووفائِهِ، وصبرِهِ... إلخ[9].
ومما يروى من ذلك: ما أخرجه البخاريُّ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
((بِتُّ عند خالتي ميمونةَ ليلةً، فقامَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فلما كان في بعض الليل، قام رسول الله فتوضَّأ من شَنٍّ معلَّقٍ[10] وُضوءاً خفيفاً، ثم قام يصلي، فقمتُ فتوضَّأتُ نحواً مما توضأَ، ثم جئتُ فقمتُ عن يساره، فحوَّلني فجعلني عن يمينِه، ثم صلى ما شاء الله... )) الحديث[11].
وأولُ المطالَبين بالقدوةِ الحسنةِ هما الوالدانِ؛ لأنَّ الطفلَ الناشئَ يراقبُ سلوكَهما وكلامَهما، ويتساءل عن سبب ذلك، فإن كان خيراً فخير.. فهذا عبدُ الله بن أبي بَكْرَةَ يراقبُ - وهو طفلٌ - أدعيةَ والدِهِ، ويسألُه عن ذلك، ويجيبُه والدُه عن دليلِ فِعْلِه هذا:
فعن عبدِ الله بن أبي بَكْرَةَ - رحمه الله - قال: (قلتُ لأبي: يا أبتِ، أسمعُك تقول كلَّ غَدَاةٍ: "اللهمَّ عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت"، تكرِّرُها ثلاثاً حين تصبحُ، وثلاثاً حين تمسي؟! فقال: يا بني، إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأنا أحب أن أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ)[12].
فالوالدان مطالبان بتطبيق أوامرِ الله - تعالى - وسنةِ رسوله - صلى الله عليه وسلم - سلوكاً وعملاً، والاستزادةِ من ذلك ما وَسِعَهم ذلك؛ لأنَّ أطفالَهم في مراقبةٍ مستمرَّةٍ لهم، صباحَ مساءَ، وفي كل آنٍ، "فقدرةُ الطفل على الالتقاطِ الواعي وغيرِ الواعي كبيرةٌ جدّاً، أكبرُ مما نظنُّ عادةً، ونحن نراه كائناً صغيراً لا يدرِك ولا يَعي"[13].

حذاء الوداع


باهتمام بالغ وبمساحات مختلفة تناولت الصحف العالمية والعربية والمواقع الالكترونية حادثة رشق الرئيس الامريكي جورج بوش بالحذاء من قبل صحفي عراقي وشتمه بعبارة "هذه قبلة الوداع يا كلب" ، مع تباين العناوين والتحليلات للحادثة ، حيث أفردت غالبية الصحف في إصداراتها امس الاثنين وعلى صدر صفحاتها الاولى مساحات واسعة للخبر مع عدة صور متسلسلة تضمنت لقطات لرمي الحذاء وكيفية تلقي الرئيس الاميركي بوش للضربة ، اضافة الى تخصيص مساحات اخرى على المواقع الالكترونية للصحف مرفقة بشريط فيديو تصويري للحادثة وتمكين مختلف الزوار من مشاهدته و التعليق عليه ، وفي نظرة شاملة لعناوين الصحف التي صدرت امس رصدت "الدستور" بعض العناوين التي تناولتها الصحف العالمية والشبكات الاخبارية للحادثة حيث تراوحت العناوين بين الشماتة والاستهزاء فيما كان بعضها بين التعجب والسعادة والاستغراب للحادثة.



الديلي تلغراف

تحت عنوان "إلقاء حذاء على جورج بوش خلال زيارة وداعية مفاجئة إلى العراق" ، وفي العنوان الفرعي نقرأ: "لقد نجا الرئيس جورج دبليو بوش بأعجوبة من الإصابة بزوج من الأحذية قذفه بهما صحفي عراقي يوم الأحد." كما نشرت الصحيفة ست صور متتالية للحادثة ، في كما بينت لقراءها بأن رمي الشخص بالأحذية "يُعد أقصى إهانة في الثقافة العربية" ، وإن استقبلها بوش في البداية بشيء من روح الدعابة بوصف حذاء الزيدي بأنه من المقاس عشرة.

الجارديان

تحت عنوان: "النعل والشتائم تنهال على بوش" ، أشارت الصحيفة إلى أن مثل هذا العمل حافل بالرمزية خاصة أن قذف الحذاء في وجه الشخص يعتبر في الثقافة العربية إهانة خطيرة ، بل إن مجرد رفع النعل في وجه الشخص يعد تعبيرا عن الازدراء.

واشنطن بوست

وبدورها أكدت صحيفة واشنطن بوست قائلة إن قذف الشخص بالحذاء هو أسوأ إهانة يمكن لعراقي أن يوجهها لشخص ما ، مشيرة إلى أنها تدل على أقصى أنواع الاحتقار والازدراء ، ونقلت قول الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي أقدم على هذا الفعل "هذه قبلة وداع" ثم بدأ يصرخ "كلب ، كلب"

الفايننشال تايمز

"صحفي عراقي يقذف بوش بحذائه"

التايمز

"تحية العراقي الذي هاجم بوش بحذائه كبطل"

صحيفة الحياة اللندنية

"صحافي عراقي يرشق بوش والمالكي بحذاءيه ... بوش يودّع بغداد : ما حدث كان ضرورياً ليعرف العراقيون نعمة الحرية"

الشرق الاوسط

"حذاء صحفي طائر يفاجئ بوش في بغداد .. والرئيس يرد : هذا ثمن الحرية"

صحيفة الشعب الصينية الصادرة باللغة العربية

"بوش يكاد يصاب بـ ـ ـ قذيفة الحذاء ـ ـ فى رحلة وداع له فى العراق" واصفة ان قذيفة الحذاء هجوم مباغت للرئيس الامريكي ولكن لحسن حركته الرشيقة السريعة انحنى بوش مرتين ليتجنب حذاء طائرنحوه وجها لوجه.

صحيفة معاريف

اكتفت الصحافة الإسرائيلية بإيراد تفاصيل الحادثة دون تعليق أهمية على الحادثة ، والاكتفاء بعناوين مثيرة ، في الصفحات الداخلية كما فعلت صحيفة معاريف التي قالت إن بوش :"لا يتعرض فقط للانتقادات الموجهة له ولسياسته ، فقد استطاع الرئيس الأميركي بوش ، أن يتفادى الأحد الإصابة بزوج من الأحذية أطلقا باتجاهه خلال مؤتمر صحافي في مكاتب الحكومة العراقية. وقد أظهر الرئيس بوش سرعة بديهة وتمكن من الانحناء حتى مرور فردة الحذاء الأولى من فوق رأسه قائلا بعد انتهاء الهجوم"أنا بخير"كل ما أستطيع قوله إن مقاس الحذاء هو ,44

يديعوت احرنوت

نشرت الحادثة على الصفحة الأخيرة لها ، مستعينة بثلاث صور متتالية تحت عنوان: الحذاء اللغم ، مع وضع شرح لتسلسل الحادثة

هآرتس

أما صحيفة هآرتس فقد اختارت عنوانًا مغايرًا للحادثة وأوردت تفاصيلها تحت عنوان : جورج بوش تلقى في العراق هجومًا بالأحذية.

القدس العربي

"صحافي عراقي يرشق بوش بالحذاء ويصفه بأنه كلب" كما تناولت الصحيفة مقالا رئيسيا وعلى صدر صفحاتها يحمل عنوان"وداع لائق بمجرم حرب "

واصفا فيه ان العراقيين لم يستقبلوا الرئيس بوش بالورود والرياحين ولا بالرقص بالشوارع ، وانما بالأحذية ، مثلما فعل احد الصحافيين الذي كان يشارك في تغطية الزيارة ، ويستمع الى المؤتمر الذي عقده الرئيس الامريكي مع السيد المالكي ، واسهب فيه في وصف انجازاته ومكارمه للعراقيين باحتلاله لبلدهم.

في اشارة الى ان الصحافي العراقي الذي قذف الرئيس الأمريكي بالحذاء مواطن غيور على بلده ، قبل ان يكون صحافيا ، وهو لم يفعل الا ما يفعله نظراؤه في الغرب يومياً في ذروة احتجاجاتهم ضد سياسات المسؤولين في بلادهم من رؤساء ووزراء ، حيث يقذفونهم بالبيض الفاسد ، والطماطم ، والرئيس بوش ليس افضل من توني بلير رئيس وزراء بريطانيا ونائبه جون بريسكوت ، والقائمة تطول.

الصحف العراقية

حاولت الصحف العراقية التقليل من شأن الحادث واشارت بعضها إليه في سياق تغطيتها لخبر الزيارة.

وجاء في تعليق قصير لصحيفة الصباح بعنوان "حرية التعبير أم حرية الحذاء" أن الرئيس بوش وظف هذا التصرف على أنه "تعبير عن توفر الحرية ، وان صاحب السلوك اراد لفت الانتباه ، ثم حوله الى مفارقة طريفة حين اشار الى مقاس الحذاء ،"

ووصف الحدث بأنه ذو طبيعة "تافهة وسخيفة كونها لم توصل بلاغة السؤال الذي كان يفترض ان يظهره الصحفي العراقي بانتزاع اجابات مهمة عن السياقات المستقبلية للعلاقة العراقية الاميركية واثر الزيارة في وقت يعيش فيه المناخ السياسي العراقي اسئلة مقلقة".

CNN بالعربية

كما تناولت شبكة الـ CNN الاخبارية الخبر تحت عنوان" صحفي عراقي غاضب يلقي بحذاء "نمرة "10 على بوش" مشيرة الى ان

الرئيس الأمريكي جورج بوش توجت خاتمة عهده ونفوذه في العراق بحادثة إلقاء عراقي غاضب بحذائيه داخل المنطقة الخضراء الحصينة.

صحيفة الاهرام المصرية

"أعقاب زيارة مفاجئة لوداع بغداد .. صحفي عراقي يرشق بوش بفردتي حذائه وينعته بـ الكـلب ..الرئيس الأمريكي : هذه الأمور تحدث عندما تكون هناك حرية"

الجمهورية المصرية

"صحفي عراقي يضرب بوش بــ "الجزمة" في بغداد"

شبكة الـ BBC

"صحفي عراقي يشتم ويقذف بوش بحذائه"

السفير

"ضربة حذاء مزدوجة كادت تصيب بوش في وجهه: هذه قبلة الوداع من العراقيين يا كلب"

الراي الكويتية

"الرئيس الأميركي وصل بغداد في زيارة وداعية مفاجئة وطالباني وصفه بـ »الصديق العظيم الذي ساعدنا في تحرير العراق«

صحافي عراقي رشق بوش بحذائه: هذه قبلة الوداع يا كلب "

الوطن العمانية

"رشقة حذاء .. قبلة وداع عراقية لبوش"

الوطن القطرية

" الصورة الأخيرة لبوش في العراق .. ساخرة ومهينة" كما نشرت الصحيفة مقالا تحت عنوان"بوش.. فضائح ما قبل الرحيل" تناولت فيه

ان الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش يأبى ان يخرج من البيت الأبيض دون مزيد من الفضائح حسب المثل العربي القائل »يا رايح.. كثر من الفضائح»

الاتحاد الاماراتية

"بوش : ماحدث في العراق لم يكن سهلاً لكنه ضروري .. هجوم مباغت يستهدف بوش والمالكي ،"

الوطن الكويتية

"صحافي عراقي يضرب بوش بحذائه ويصفه بأنه كلب"

الرياض السعودية

"صحافي يرشق الرئيس الأمريكي بحذاء وينعته بـ (الكلب) .. بوش مودعاً العراق : ما حدث لم يكن سهلاً لكنه ضروري"

الامارات اليوم

"صحفي عراقي يرمي بوش بالحذاء وينعته بالكلب"

الايام الفلسطينية

"صحافي عراقي يرشق بوش والمالكي بحذائه"

القبس الكويتية

"بوش »ينجو« من حذاء ألقاه عليه صحافي في بغداد"معتبرة الصحيفة ان مفاجأتان غير سارتين رافقتا زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش الوداعية لبغداد امس: الاولى سقوط قذيفة على المنطقة الخضراء المحصنة.. والثانية قيام صحافي عراقي بقذف حذائه باتجاه الرئيس الضيف ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

البيان الاماراتية

"العراق يودّع بوش بضربة حذاء" في اشارة الى ان الضربة إهانة غير متوقعة لرئيس أقوى دولة في العالم

الامارات اليوم

"صحفي عراقي يرمي بوش بالحذاء وينعته بالكلب "

اليوم السياسي في السعودية

"برمية من صحفي عراقي وصفها الرئيس بـ »نتيجة الحرية« .. بوش يهان في »موطن النصر« بحذاءين وشتائم"

اخبار الخليج البحرينية

"صحفي عراقي رمى بوش والمالكي بحذائه قائلا: هذه قبلة الوداع يا كلب"
التاريخ : 16-12-2008

الأحد، ديسمبر 14، 2008

تحليل مبسّط

تحليل مبسّط: كيف حدثت الأزمة المالية العالمية؟


الذعر والهلع ينتابان الاسواق التي تساقطت مثل الدومينو


(CNN) -- لا حديث هذه الأيام إلا عن الأزمة المالية العالمية، حيث ظهرت مصطلحات عديدة سيطرت على التحاليل مما زاد من إشاعة الهلع بين الناس.

والغريب حقا أنّ الكثيرين من هؤلاء، ولاسيما في الدول العربية لا يتوانون عن التأكيد بأنّهم لا يعرفون التفاصيل وأسباب الأزمة وكيف حدثت.

وما زاد من الحيرة، عودة النقاشات الإيديولوجية مثل الأزمة الهيكلية للنظام الرأسمالي أو الأزمة الدورية للرأسمالية أو سقوط النموذج الليبرالي وعودة التأميم والاشتراكية.

بطبيعة الحال فإنّه وحسب الأخصائيين، ما يحدث أثناء الأزمة المالية أمر بسيط، ولكن يتمّ تفسيره عادة بكلمات ومصطلحات معقّدة وهو ما يزيد في واقع الأمر من حالة الذعر.

ولعلّ من أفضل من نجحوا مؤخرا في تقديم صورة مبسّطة يقدر الإنسان العادي على فهمها، الباحث الفرنسي الشاب طوماس غينولي.

وفق غينولي فإنّ ما يلخّص الأزمة هو مفعول الدومينو، فكيف ذلك.

تخيلوا أنّ هناك صفين من الدومينو تمّ وضعهما إلى جانب بعضهما البعض، وهناك صفّ آخر من الدومينو تمّ وضعه خلفهما: الصفان الأماميان يقعان، وكردّ فعل تتابعي يسقط البقية.

في الولايات المتحدة، تقوم مؤسسات إقراض بتمويل أصول وعقارات وممتلكات وبضائع لأناس يكون واضحا من الأول أنهم ليسوا قادرين على الوفاء بالتزاماتهم المالية.

ينبغي على هؤلاء خلال السنتين الأوليين دفع فوائد تلك القروض، وفي السنة الثالثة يقومون بدفع الدين وفوائده.

ولكن هناك حاليا الكثير من هؤلاء الذين لا يقدرون على الدفع، وهو ما يعني أنّ قيمة تلك القروض قد ضعفت، وهذا هو أوّل دومينو في الصفين الأولين.

في الولايات المتحدة أيضا، هناك مؤسسات إقراض توافق على ديون تمنح بموجبها أموالا لأناس يملكون عقاّرا يتمّ استخدامه ككفالة أو ضمانة للقرض.

ولكن منذ شهور بدأ الطلب على العقارات في التضاؤل إلى أن وصل إلى حدّ التجمّد حيث ليس هناك طلب أصلا على شراء العقارات.

روابط ذات علاقة
في الأزمة المالية.. أين تبخرت كل تلك الأموال؟ ومن حصل عليها؟
قادة أوروبا يناقشون خطة الإنقاذ المالي بقمة "التغيرات المناخية"
بورصات العرب تعاود الهبوط بعد جني أرباح طال انتظاره
وأدى ذلك بطبيعة الحال إلى هبوط أسعار العقارات، وهو ما يدفع مؤسسات الإقراض إلى طلب السيولة والتعويض من أولئك الأشخاص الذين لا يملكون بالضرورة مالا.

ولذلك تبدأ تلك المؤسسات في المعاناة من أجل الحفاظ على قيمة تلك القروض والديون، وهو ما يضعف من قيمتها في السوق والتعاملات المالية، وهذا هو الدومينو الثاني.

هذه المؤسسات المالية، قامت بتحويل تلك القروض إلى "أصول" أي أنها حولتها إلى منتوج جديد يمكن بيعه وشراؤه في البورصة، أي مثل أن تكون تدين لشخص بالمال ويقوم هذا الشخص بيع دينك لشخص آخر.

ونظرا لكون "الأرباح الموعودة" من هذه العملية كانت مرتفعة، فقد أقدمت صناديق الاستثمار على شراء هذه "الأصول" في البورصة.

ولكن، مع بدء هذه الأصول في فقدان قيمتها، أرادت صناديق الاستثمار التخلص منها ببيعها.

ولكن المشكل أنّه ليس هناك من مشترين باستثناء راغبين في الشراء بأسعار متدنية، وهذا هو الدومينو الثالث.

ولتجنب مشاكل انعدام السيولة، تقوم صناديق الاستثمار هذه ببيع أصول أخرى تملكها في البورصة ولا علاقة لها بهذه القروض، وبفعل ذلك، ولاسيما التسرّع، تهبط قيمة هذه الأصول، ولكن زيادة على ذلك، فإنّ البنوك التي اشترت منها هذه الصناديق تلك الأصول، تخسر الكثير من الأموال، وهذا هو الدومينو الرابع.

هذه البنوك التي فقدت الكثير من الأموال وتعاني من نقص السيولة، ستحاول الحصول على الأموال بواسطة الاقتراض من بنوك أخرى، وهو أمر يومي في الأسواق ويعرف بالسوق بين البنوك.

ولكن ولأنّ كلّ بنك يجهل حقيقة وعمق المشكل المالي الذي يعاني منه البنك الآخر، فإنّه يرفض بالتالي إقراضه، وذلك يعني تزايد عدد البنوك التي تعاني من مشاكل سيولة حتى لو كان وضعها جيدا وغير مشمولة بالأزمة: وهذا هو الدومينو الخامس.

وبطبيعة الحال، إذا كان هناك عدد كبير من البنوك تعاني من مشاكل السيولة فإنّ النشاط المالي ككلّ يتأثر، ولذلك فإنّ البنوك المركزية (الأمريكي والأوروبية) تقرض تلك البنوك أموالا، والهدف هو الحفاظ على توازن على المدى المتوسّط: وهذا هو الدومينو السادس.

والعاملون في البورصة يحتاجون دائما إلى سيولة تحت أيديهم حتى لا يكونوا مضطرين إلى بيع أصول كلّ مرة يطلب فيها أحد مستثمريهم مالا يستحقه عليهم.

ولأنّ الكثير من أصول البورصة والأسهم تنخفض، فإنهم يبيعونها سواء للحصول على السيولة أو بفعل الذعر من الوضع الذي تمر به السوق.


ويؤدي ذلك إلى مزيد من الهبوط في قيمة تلك الأصول: وهذا هو الدومينو السابع.

وهذا ما يفسّر لماذا تهبط قيمة الأصول والأسهم ولماذا تعاني البنوك من السيولة ولماذا يبيع الكثير من المتعاملين في البورصة كيفما اتفق ومن دون تفكير.

مفاهيم اقتصادية

التضخم والإغراق والانكماش النقدي : ماذا نعني بها ؟


2008-11-16 14:11:56


التضخم


من اللغة اللاتينية يقوم التعريف التقليدي للتضخم في القول inflatio أي الانتفاخ Inflation

إنه الافراط في الطلب المتوفر بوسائل نقدية ( عملة ) بصورة زائدة عن عرض السلع المقدرة بوسائل الاكلاف . ومن هنا ارتفاع عام للاسعار . وهذا الارتفاع ليس سبب التضخم , بل هو نتيجة : وهو نتيجته حين يكون عرض السلع لا يستطيع أن يلبي طلب المشترين القادرين على الدفع : وللحصول على السلع , يعرض هوًلاء أن يدفعوا ثمنا أعلى , ويرفعون بذلك الاسعار .

وفي الاقتصاد السليم يجب أن تتوازن دفقات العملة ودفقات السلع .

وحين تتزايد الاولى اكثر من الثانية , يكون هناك تضخم .

ويتعلق الامر هنا بالتضخم الكلاسيكي , او التضخم بالطلب .

ويوجد في الاقتصاد الحديث نوع اخر من التضخم , هو التضخم بالاكلاف وهو ارتفاع بطيء ومنتظم بالاسعار , لا يُعكر بصورة ملحوظة ثقة الجمهور في عملته . ومثل هذا التضخم يُعبر عن ارادة الدولة والموًسسات في تحديد الاسعار تبعا للكلفة الاجتماعية والاقتصادية للانتاج , اي الكلفة التي تُطابق تعويضا للمنتجين والموزعين في تناسق مع العادات والرغبات الاجتماعية

وما يلي بعض اسباب التضخم

1- ازدياد عام للاجور بدون ازدياد مطابق للانتاج .

2- سياسة الحكومة في الاسعار وسياستها الاجتماعية .

3- عجز مهم ومزمن في الميزانية .

4- حجز - بهدف المضاربة للمخزونات - على قسم كبير من السوق.

5- عمليات تمويل مُسبقة كبيرة للتوظيفات , وافراط في القروض

6- ظهور اعناق اختناق في شبكة القطاعات الانتاجية او ازدياد سريع جدا للخدمات بالنسبة للانتاج .

7- انهيار اسعار المنتجات المصدرة وتدهور وسائل التبادل .


الانكماش النقدي


الانكماش النقدي هو عملية ارادية تقوم على اتخاذ سلسلة من الاجراءات لمكافحة ( التضخم ) وارتفاع الاسعار .

وفي هذه الاجراءات تقليص نفقات الدولة مع ابقاء الضرائب عند مستواها السابق , او حتى زيادتها . وبذلك يتكون فائض لدى خزينة الدولة .

وتعمد الدولة الى تجميد هذا الفائض او الى استعماله لسداد الدين العمومي , اي ديون الدولة لدى المصارف او الافراد .

ومن الوسائل التي توًدي الى ( الانكماش النقدي ) التضييق على التسليف ويتم ذلك عبر رفع سعر الفائدة ورفع ( سعر الخصم ) , فلا يتشجع الافراد على الاقتراض طالما انهم سيضطرون لاحقا الى سداد الدين مع ما يترتب عليه من فوائد مرتفعة , كما لا يتشجعون على خصم ما لديه من سندات واوراق تجارية طالما انهم سيقبضون ما دون قيمتها بكثير نظرا لان سعر الخصم مرتفع .

لكن فعالية الوسائل المشار اليها في محاربة التضخم تبقى محدودة وتهدد بتخفيض الانتاج وكبحه اذا لم تترافق مع اجراءات اُخرى تعالج الاسباب الجذرية للتضخم , وليس احد ظواهره فقط , اي ارتفاع الاسعار .

اًلاغراق


الديمبنغ ( الاغراق ) كلمة انجليزية للدلالة على عملية تجارية تمارسها المجموعات المسيطرة , او الاحتكارات لكسب سوق معينة , او ازالة المزاحمين .

ويقوم الاغراق في بيع موًقت بسعر اًدنى من الاسعار الاُخرى للحصول على اكثرية الزبائن , واذا امكن , تحقيق ازالة المُزاحمين .


في السوق الدولية , يُمارس الاغراق من قبل شركات كبرى تبيع بضاعتها بسعر ادنى منه في بلادها وذلك للقضاء على كل مزاحمة ممكنة , والظفر بذلك باًسواق البلدان المعنية .

وكلما كانت الاسواق الداخلية لبلد معين من النوع الاحتكاري اي محمية بحواجز كمركية

تكون ممارسة الاغراق في الاسواق الدولية سهلة ومربحة .

7 طرق لكسب صداقة الأبناء

7 طرق لكسب صداقة الأبناء


2008-11-23 16:11:25

الأبناء هم فلذات أكبادنا لذا فإن الأب – في تربيته لهم – قد يفرط في التدليل وقد يفرط في القسوة وفي الحالتين لن تكون التربية سليمة ، لذا كان لابد من كسب صداقة الأبناء كوسيلة ناجحة للتربية ، ولذلك نتناول هذا الأمر من خلال النقاط الآتية :-

1. احتياجات الطفل العاطفية والبناء النفسي.

2. العلاقة الأفضل مع الطفل تتطور مع نموه.

3. أساليب تربوية هامة لنكون أصدقاء مع أطفالنا.

أولا: الأحتياجات النفسية وبناء الشخصية:

في هذا الجزء سأتناول مراحل عمر الطفل واحتياجاته النفسية وأثرها على بناء شخصيته.

من الميلاد حتى نهاية السادسة:

تبدأ من الميلاد حتى الميلاد حتى سن نهاية السادسة وفي تلك المرحلة أهم احتياجات الطفل النفسية تدور حول الاحتياجات العاطفية، والتي بدورها تشكل ركنا أساسيا في البناء النفسي للشخصية.
فالطفل في هذا العمر تحركه الحواس ويحتاج للحب كعاطفة أساسية تغذي الروح وتمنحها الراحة والسعادة، وفقدان طفلك للحب ووجوده في جو من الرفض يدفع به إلى المشاعر السلبية، والطفل يشعر بالنبذ والرفض والكراهية ويميز بينها وبين مشاعر الحب والتقبل.

من بداية السابعة حتى بداية الرابعة عشرة:

هنا يحتاج الطفل للحزم، والنظام، لتعلم كل ما يساعده في فهم الحياة فيأتي دور المدرسة وتعلم القراءة وهنا الطفل يظل بحاجة للحب والدفء والاهتمام والرعاية، والبعد عن التسلط والغضب، بحاجة أن يخطئ ليتعلم، وأن يعالج والداه أخطاءه بروية وحكمة لتنمو شخصيته بشكل أفضل.

من بداية سن الرابعة عشرة فصاعدا:

يحتاج الطفل للمصاحبة للفهم والاستيعاب، والاحترام والتقدير للاستقلالية للشعور بالمسئولية.

وهي مرحلة المراهقة والتي أوصت السيرة النبوية بمصاحبة الأبناء خلال المرور فيها، فمصاحبتهم هي العلاج الوحيد لما يمرون به في مرحلة المراهقة من تغيرات جسدية ونفسية واجتماعية.

ثانيا: العلاقة الأفضل مع الطفل تتطور مع نموه:

علاقتك مع طفلك تحتاج للتدريب على ما هو إيجابي، وأهمها أن تدرب نفسك أن تعيش معه المرحلة الخاصة به، ففي طفولته شاركه اللعب والاكتشاف، وطور فيه الإبداع من خلال إتاحة الفرصة له بأن ينمو بلا قيود، وبكل إيجابية.
واللعب هنا أساسي وهام للطفل، فهو وسيلة ترويحية ممتعة، ووسيلة تعليمية يطور بها طرق اكتشافه للمحيط، وهي وسيلة تربوية تعرفه على القيم والمشاعر من خير وشر وسعادة وحزن، كما أنه وسيلة تنموية تساعد طفلك على النمو في القدرات العقلية من نمو بالأفكار والإبداع، والابتكار، والنفسية من مشاعر التقدير والانتماء. والحب والتقبل والاجتماعية من اتصال وتواصل بالآخرين وتعلم المسئولية.

في مرحلة المراهقة والبلوغ تتطور العلاقة مع طفلك لكونه أصبح في عمر متطور واحتياجاته تطورت فتتسم العلاقة برغبة بالاستقلال وإثبات الذات واحتياج مشاعر الاحترام والتقدير.
وغالبا الوالدان يقرءون تلك الصورة بشكل معاكس فيرون أن طفلهما يريد أن يخرج عن إرادتهما ونظامهما ويعاملهما بالندية وهذا تفكير خاطئ، وهنا طفلك بحاجة للمصاحبة والتعامل باحترام؛ فتذكر وأنت تعامله كونه إنسانا يستطيع فعل شيء ما من أجل نفسه ومن أجل الآخرين، وبذلك أنت تدعم ثقته بنفسه وتطورها وهذا تفكير إيجابي.

ثالثا: أساليب تربوية هامة لنكون أصدقاء مع أطفالنا:

أثبت الدراسات والأبحاث التربوية أهمية ممارسة أساليب تربوية في حياة أطفالنا، والتعامل معهم بأجواء سلسة، بسيطة، واعية، بعيدة عن الضغط النفسي وأجواء التوتر والغضب، هذا أهم أساس من أسس تكوين الصداقة مع أطفالنا وسأوجز بعض من تلك الأساليب فيما يأتي:

1 •كوِّن نظامًا لأسرتك وعلم طفلك أن هذا النظام يتطلب منه النوم في غرفته بشكل مستقل، وأن يشرب الحليب الدافئ قبل النوم، وأن ينام مبكرا ويستيقظ مبكرا وأن يستعمل فرشة الأسنان، ويحافظ على خزانة ألعابه، هكذا طفلك يتعلم النظام.

2 • لتكسب الطفل صديقًا امنحه الثقة بالنفس، أي أتح له أجواء الحرية في الاكتشاف، فالطفل بطبعه يحب أن يفتح الأدراج المغلقة ويركب فوق الطاولات والكراسي، ويجرب أن يكون مكان التلفاز خلف ستار من زجاج، أنت عليك أن تؤمن له المكان وتتركه يكتشف كالعصفور حر الجناحين، لا تقيده فأنت الخاسر.

3 • لتكسب طفلك صديق شاركه اللعب : يعشق الأطفال اللعب لأنه يعبر عن أحوالهم وشخصياتهم والتي تضحك دائماً وتلعب دائماً، وفي هذا العمر يعبر طفلك عن نفسه بالحركة لأن قدرته للتعبير اللفظي لم تنضج بعد فاللعب لغة تعبيره الأفضل، ولتكسبه صديق شاركه اللعب كلما استطعت، خاصة في سنوات عمره الأولى.

4 • لتكسب طفلك صديقًا أبعده عن شر التلفاز فهو وسيلة ضارة في الصغر ووسيلة تربوية تعليمية من سن السادسة، لكن احرص على أن لا تتجاوز مشاهدته أكثر من ساعة متقطعة، حاول قدر الإمكان.
والأهم أن توجد لطفلك وسائل تربوية أخرى تشاركه حياته، كالرسم والقصة، والتمثيل، ومسرح العرائس، وألعاب الفك والتركيب والألوان والصور، وعزز لديه حب القراءة والاطلاع عند تعلمه القراءة والكتابة.

5 • لتكسب طفلك صديقًا كن حازمًا معه وقت أدركت أنه يؤذي نفسه والحزم ليس القسوة إنما هو الثبات على موقف سليم دون تردد أو تراجع.

6 • لتكسب طفلك صديقًا اجعله يتعلم من خطئه، وعزز لديه الثقة بالنفس في حل المشكلات، وكافئ سلوكه الإيجابي ولو ببسمة لطيفة منك، واستخدم أساليب الحرمان إن استمر في سلوك سلبي، لكن لا تحرمه من اللعب، فهو حياته، احرمه من المصروف من رحلة من نزهة من مشاهدة فيلم كرتون وهكذا.

7 • لتكسب طفلك صديقًا كن أمامه القدوة الحسنة، لأن طفلك ملاحظ بارع ومقلد من الدرجة الأولى، فكن صادقًا ليتعلم الصدق، وكن مبتسمًا ليكتسب الابتسامة، وكن حكيمًا ليتعلم الحكمة